الثلاثاء

امرأة يتركها الرجل بقلم الكاتب الأستاذ/عبدالله باجبير - مجلة سيدتي

(منقول)
كما أن هناك امرأة يحبها الرجل، فهناك امرأة يتركها الرجل، لا أقول يكرهها... فالكراهية نوع من الحب المقلوب وهو أيضا عملية اعتراف بالآخر والاعتراف يعني الاهتمام والاهتمام يعني الحب أيضا....أما المرأة إلى أقصدها... فهي امرأة يتركها الرجل بمعنى أنه يبتعد عنها فلا هو يحبها ولا هو يكرهها ولا يتزوجها. انه يضع مسافة بينه وبينها.
وقبل أن نتحدث عن هذه المرأة التي يبتعد عنها الرجل أو يهرب منها أو يضع مسافة بينه وبينها، نتحدث عن المرأة التي يحبها  الرجل ويتقرب منها ويطلبها للزواج.
المرأة المرغوبة أولا امرأة تحترم نفسها تبدو دائما عزيزة المنال أو بعيدة المنال يطمح الرجال في التقرب إليها وهذه المرأة تتصف طبيعيا بالجمال وتسلح نفسها بالثقافة والاهتمام بمظهرها وقد لا يكون جمال هذه المرأة جمالا صارخا أو فائقا أو مميزا... بل قد تكون  فقط مقبولة الشكل ولكنها تستطيع بذكائها وذوقها أن تحول هذا الجمال المقبول إلى جمال جذاب يجذب العيون والقلوب.
بل قد لا تكون المرأة التي يقبل عليها الرجل جميلة ولا مقبولة ومع ذلك تجعل من نفسها "شخصية" جذابة يتقرب إليها أنجح الرجال وأغناهم ولعلنا نضرب مثلا بمسز (سمبسون) الأمريكية المطلقة التي ترك ملك "انجلترا" من أجلها عرشه. تنازل عن عرش أكبر امبرطورية من أجل عيونها، وحارب من أجلها رئيس وزرائه والرأي العام والصحافة والأسرة المالكة. لم تكن مسز "سمبسون" أو دوقة "وندسور" فيما بعد،  تملك أيا من مقومات الجمال أو تتمتع بأي مقاييس، ولكنها فتنت الملك وأسرت قلبه فتنازل من أجلها عن عرشه .... لقد كانت سمبسون تدرك ماذا يجذب الرجل فأضافته إلى نفسها. وكذلك فعلت كليوباترا التي سبت (قيصر) و (أنطونيو) ودارت من حولها الحروب... وكان أنفها طويلا ولم  تكن جراحات التجميل قد عرفت بعد ولكنها استطاعت أن تصبح ملكة الجاذبية.
المرأة التي يقبل عليها الرجل إذا هي امرأة جذابة... أي أنها مثل المغناطيس تجذب الرجال وتلفت انتباههم فتلوي أعناقهم ليروها ويقتربوا منها. والمرأة تصبح جذابة بعقلها أكثر من وجهها أو جسدها، إنها امرأة تستحق الاحترام، والاحترام أعلى مراحل الجاذبية.. لأنه اكتمال شخصية المرأة وثقتها بنفسها. ونستطيع أن نضيف إلى هذه العناصر عنصر الحنان النابع من القلب والرقة الغير مصطنعة والابتسامة الدافئة وحسن الإنصات إلى حديث الآخرين وتفهم ما يقولونه ومناقشتهم بروح المحبة.
ونستطيع أن نقول في جملة واحدة أن صفات المرأة التي يتركها الرجل هي عكس التي يحبها الرجل وذلك صحيح إلى حد ما... ولكن للأسف ليس هناك امرأة تستغرق كلها صفات المرأة الجذابة أو أخرى فيها جميع صفات المرأة المتروكة. فالأغلب هي المرأة (الوسط) أو المرأة التي بين بين... فلا هي جذابة محبوبة ولا هي منطفئة متروكة  ولكنها تجمع بعض شروط المرأة الأولى والثانية...إنها المرأة  (المشكلة) أي بالتنوع وأيضا بالتسبب في المشاكل.
على كل حال ليس هناك في الشخصية الإنسانية (أبيض وأسود) ولكن الشخصية الإنسانية بحكم تعقيدها قد يتوفر فيها الجمال والجاذبية والثقافة ولكنها تكون لامرأة متسلطة وشريرة وأنانية تستبد بمن يعرفها أو يتزوجها.وهناك امرأة ليست جذابة ولا مثقفة ولا جميلة ولكنها تستطيع أن تحتوي الرجل بحنانها ورقتها وطيبة قلبها وغيريتها(وليس غيرتها) أي أنها ليست أنانية.
إذا كيف نفرز المرأة المطلوبة المرغوبة التي غالبا ما يختارها الرجل للزواج؟
الإجابة بسيطة، بأن نقول: إنها المرأة التي تغلب عليها صفات المرأة المطلوبة على المرأة المتروكة... فليست هناك مثلا امرأة جذابة  مائة بالمائة ولكن هناك نسبة من الجاذبية إذا توفرت في المرأة تعتبر جذابة ولنقل أن هذه النسبة تزيد على الستين بالمائة صعودا إلى سبعين أو ثمانين. ولنقل أن المرأة غير الجذابة تقل عندها النسبة عن الخمسين بالمائة وتنزل إلى عشرين أو حتى عشرة بالمائة.. وهذه النسب للتقريب... كما أنها نسبة نسبية أيضا...فقد يرى رجل في امرأة جاذبية صاعقة ورجل لا يراها كذلك أي أن الجاذبية تتوقف أيضا على المتلقي. هناك طبعا نسب يتفق عليها الجميع في حالات نجمات التمثيل اللاتي لا يصعدن إلى خشبة المسرح ولا يظهرن على شاشات السينما إلى إذا كن يتمتعن بقدر من الجاذبية التي يتفق عليها الجميع.
ثم نعود للمرأة المتروكة فنقول: أنها ليست فقط التي  لا تتوفر فيها الجاذبية ولكنها التي لا تهتم باستكمال شخصيتها... إن الشخصية عملية مركبة والمرأة إذا أرادت أن تصبح مرغوبة وليست متروكة عليها أن تفكر ماذا ينقصها لتصبح امرأة مرغوبة؟ ما هي الصفات التي عليها أن تضيفها إلى شخصيتها لتصبح شخصية مميزة يتقرب إليها الرجال؟
إن  تكوين الشخصية عملية إرادية، وقليل جدا من الصفات الحميدة التي تستعصي على الإرادة... فالإرادة تصنع العجائب. ونحن نتذكر (كاترين هيبورن) الممثلة التي فتنت الرجال وبينهم أشهر ممثل في عصرها (سبنسر تراسي) الذي هام بها حبا، فـ (كاترين هيبورن) وهي ليست (أودري هيبورن) التي ماتت  بالسرطان، إن هيبورن الكبيرة كتبت في مذكراتها تقول: عندما كنت في العشرين هالني قبحي... لم أكن جميلة على الإطلاق...كانت جبهتي بارزة وشعري جافا أكرت ... وأنا نحيفة لا أحمل رطلا من اللحم فماذا أفعل؟
تجيب عن السؤال قائلة: قررت أن أكون جميلة العقل والروح، وتعلمت التمثيل لا لكي أصبح نجمة ولكن لأصبح امرأة جذابة فقط. وبالاستعانة ببعض أدوات التجميل استطعت بأن أكون الممثلة التي يحبها الجميع.
إن درس (كاترين هيبورن )هو درس لكل امرأة لا تعرف ماذا تفعل ليعجب بها الرجال، ويحبوها ويتقدموا للزواج منها .... والإجابة بسيطة... الإرادة والثقة.
فالرجل كما يحب أن تحترم المرأة نفسها.... يحب المرأة الواثقة من نفسها...هذه الثقة تنتقل إلى الآخرين فيثقون بها ويتمنون القرب منها. والمرأة التي يتركها الرجل هي امرأة لا تهتم بنفسها ... لم تلتفت إلى ما ينقصها، ثم فوجئت أن الرجال ينصرفون عنها... لا يحبونها ولا يتزوجونها.
ربما  نجد في الحكمة الفرنسية ما نبحث عنه...الفرنسيون يقولون: ليست هناك امرأة قبيحة... هناك امرأة لا تعرف كيف تصبح جميلة.
ونضيف: جميلة وجذابة ومحترمة وواثقة من نفسها ونكتفي بهذا القدر من الحديث في هذا الموضوع وقد نعود إليه بعد حين.
منارة الحب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق